العادات والثقافة وممارسة الشعائر الدينية

الشعائر الدينية:

1. إذا كنتَ مسلماً متديناَ وتحافظ على أداء الصلوات الخمس وتصوم رمضان وتتبع تعاليم الدين الإسلامي فيمكن لي أن أبشرك أنك ستمارس جميع الشعائر الدينية بدون أي تحفظات أو عوائق من أي نوع، فالشعب التركي شعب مسلم، حيث أن 95% من الأتراك مسلمون، بالرغم من أن الدين الإسلامي ليس الدين الرسمي للجمهورية التركية؛ فتركيا علمانية تقوم على عدم الخلط بين الدين والحياة السياسية. ولكن الأتراك كما أوضحنا مسلمون ويحبون الإسلام وإن كانوا ليسوا جميعاً ملتزمين ومتدينين حرفياً بالدين، إلا أنهم يُقدّرون ويحترمون الدين الذي يؤمنون به.
2. في كل منطقة في أي مدينة تركية يوجد على الأقل مسجد كبير مفتوح لأداء جميع الصلوات، ولكن في إسطنبول فالأمر يختلف حيث يمكن لك أن تجد مسجداً في كل ناحية أو في نهاية كل شارع من شوارعها التاريخية. إذا أردت أن تصلي في مكان عملك أو دراستك أو إقامتك ستجد الفرصة والمكان المتاح لذلك فلا تحمل هماً.

شهر رمضان في تركيا:

1. في شهر رمضان تقوم كل بلدية في جميع أنحاء تركية بإقامة خيمة رمضانية لإفطار الصائمين أو حتى غير الصائمين – ولن يسألك أحد هل أنت صائم أم لا؟ ولماذا؟ - ويتسابق إلى هذه الموائد الرحمانية كما يطلق عليها الغني والفقير، الشباب والبنات والنساء والأطفال والشيوخ، والعامل والمدير والمهنس والطبيب، فلا يوجد اِستثناء لعمر أو فئة أو جنس ، الجميع يجلس يتناول طعامه مع أصدقائه أو أسرته في سعادة وود دون حرج أو خجل؛ فقد كنت أتناول أحياناً طعام الإفطار – وهو الطعام اللذيذ والساخن - الذي تقدمه البلدية مجاناً بدون مقابل مع بعض الأغنياء وأصحاب الشركات الذين يرتدون الملابس الأنيقة والفخمة ولا يتبرم أحد لذلك، فلا تقلق فبالطبع لن يسألك أحد هل أنت من المحتاجين لتأت إلى هنا؟ ولن يشير أحدهم إليك قائلاً فقير! فلا تنس أنك في تركيا..
2. الحياة في شهر رمضان في تركيا تسير بشكل إعتيادي، ساعات العمل والأنشطة الثقافية والرياضية وكل مظاهر الحياة الإجتماعية والأعمال والدراسة لا تتأثر بشهر رمضان أو بالصيام ، المطاعم والصالات ودور الترفيه أبوابها مفتوحة لمن أراد ولمن شاء أن يعيش رمضان بالشكل الذي يفضل.. فلا أحدٌ يسأل أحداً لماذا لا تصوم؟ أذكر لك ذلك لأن ثلث الأتراك تقريباً لا يصوم رمضان لسببٍ أو لآخر، فلا تندهش عندما ترى مجموعة من الأصدقاء يجلسون في أحد المطاعم يتناولون طعام الغداء – في عز الظهر – في نهار رمضان، فالأمر لدى البعض طبيعي للغاية فأنت في تركيا.

ثقافة الملابس في تركيا:

1. إذا أردت أن تتعرف على ثقافة اختيار الملابس الزينة في تركيا فستجد الأترك من أكثر الشعوب أناقةً وذوقاً في اختيار تناسق الأشكال والألوان والتصاميم والموضات فاسطنبول وحدها بها مئات بيوت الأزياء العاليمة وأحدث خطوط الموضة ليس في الشكل والتصميم فقط بل في الجودة والاحترافية أيضاً. ومدينة اسطنبول تعتبر بيت الأزياء الحديثة في عالم الموضة العالمية فلا شك أن جزء من النهضة الإقتصادية التي تشهدها تركيا مؤخراً يقوم على التقدم والازدهار في قطاع النسيج والأقمشة والملابس الجاهزة التي أحدثت طفرة في الحياة الإجتماعية في تركيا.
2. لا تستطيع في تركيا أن تحدد اتجاه اختيار الناس لتصميمات وموديلات ملابسهم، فالناس فيما يلبسون ويعشقون مذاهبٌ، وفيما يختارون مختلفون، كلٌ يلبس ما يحلو له؛ وما يراه هو مناسباً له ولذوقه أو شخصيته دون أي إعتبار لأى محاذير دينية أو محظورات إجتماعية أو ممنوعات ثقافية أو حتى أي معتقدات ومرجعيات فكرية. ببساطة شديدة يمكن لك أن تقف في طابور لتستقل حافلة للنقل الجماعي تسيرفي أحد الميادين كميدان كيزيلاي مثلا أشهر ميادين العاصمة أنقرة؛ لتجد كل أنواع الأزياء أمامك، الواسع والضيق، والقصير والطويل، والمفتوح والمغلق. فالمثل التركي يقول لك تناول وكلْ ما يعجبك وإلبس ما يعجبك أيضاً، ولا تهتم بأحد أو لرأي أحد.

الدراسة في تركيا:

1. وعلى أساس ذلك فإن المدن الجامعية للطلاب في المرحلة الجامعية يكون فيها سكن الطلاب البنين منفصل عن سكن البنات والفتيات في الغالب الأعم. فالاختلاط هنا في تركيا مسموح به وموجود في كل مراحل الحياة الدراسية والتعليمية بدءً من مرحلة رياض الأطفال وحتى النهاية، فلا يوجد هنا ما يسمى بفصل البنين عن البنات، الكل والجميع موطن من الدرجة الأولى له كل الحقوق وعليه كل الواجبات بغض النظرعن كونه ذكر أو أنثى.

لمعرفة المزيد عن الحياة في تركيا .. تابع مقالاتنا القادمة.